أسطورة جلجامش و سر الخلود
- الأفنان الثقافية
- Apr 11, 2018
- 2 min read

الملك جلجامش أحد ملوك الدولة السومرية امتدت فترة حكمه 127 عامًا، جلجامش ذا شخصية نصف خرافية حيث له أسطورة ذاع صيتها منذ غابر الأزمان في ملحمة تاريخية عثر عليها في مكتبة الملك أشور بانيبال حيث أنها تضمنت 12 لوحًا، ويصف ول ديورانت جلجامش أنه كان فارع الطول، بجسم ضخم و ذا عضلات مفتولة، و بجمال يفتن تفرد به، و كان يرى جميع الأشياء و إن كانت بعيدة جدًا منه، ذا حكمة و يطلع على جميع الأسرار المخفية ، و أدرك بأخبار أيام الطوفان، و كابد في حياته المشاق والآلام، و كتب على لوح حجري كل ما قام به من الأعمال في حياته.
قضى جلجامش عمره في مدينة أوروك ملكًا و بطلًا، كيانه تفرع بثلثاه إلى إنسان و الثلث الأخير إله، و كان إبن الإلهة نينسون الذي ورث منها الجمال، عاش حياة كلها بطش و تجبر على الناس إلى أن شكاه شعبه إلى الإلهة أرورو التي خلقت جلجامش، و طلبوا منها أن تخلق عدوًا غريمًا لجلجامش لتحدث بينهم الصراعات و تستريح المدينة بأكملها من شر الإله جلجامش، استجابت الآلهة لصلواتهم و دعواتهم و خلقت لهم أنكيدو ليكن ندًا لجلجامش، و بعد أن خلق أنكيدو تصارع مع جلجامش و كانت الغلبة بنهاية الصراع لجلجامش و لغرابة أمرهم بعد الصراع أصبحوا أصدقاء حميمين، و مرّ بعدة مغامرات و آخرها انقضى عمر أنكيدو للموت، و كانت على أنهم يرتحلون إلى غابة الأرز المحرمة على البشر لذبح حارس الغابة نصف الإله خومبابا لكسب الشهرة والصيت، و بعد ذلك في طريق عودتهم للمدينة وقعت الآلهة عشتار بحب جلجامش و طلبت منه الزواج و لكنه أعرض عنها بسبب سوء معاملتها لعشاقها السابقين كالإله تموز، مما أثار غضب عشتار و طلبت من أبيها آنو إله السماء بأن يرسل ثوراً مقدساً من السماء لينتقم من جلجامش، و قام الثور بالفساد بالمدينة و أنتهى أمره بقتله من قبل جلجامش و أنكيدو.
بعد كثرة فساد و معاصي الصديقين قرر الإله بقتل أحدهم، و لأن جلجامش آلهة تم قتل أنكيدو لأنه من البشر، حزن جلجامش على صديقه و بدأ يتفكر بماذا سيكون مصيره و أقبل على البحث عن سر الخلود في الحياة، فكان هناك إنسان يدعى أوتنابشتم له معرفة بسر الحياة الأبدية، أوتنابشتم هو الإنسان الوحيد الذي استطاع بلوغ الخلود، وكان أمل جلجامش أن يعلمه كيف يتجنب الموت، التقى جلجامش بأوتنابشتم بعد بحث مدته فترة طويلة كثيرة الصعاب، قصَّ أوتنابشتم قصة منحه سر الخلود لجلجامش، و كيف قررت الآلهة التخلص من البشر عن طريق الطوفان ولكن إله الحكمة إيا أفشى مخطط الآلهة جاء لأوتنابشتم وأمره أن يبني قارباً عملاقاً ويأخذ زوجين من كل كائن وعائلته وبذور النباتات.
طلب جلجامش من أوتنابشتم أن يهبه سر الخلود، فقرر أن يختبره مدة أسبوع و ذلك بإن أن يبقى مستيقظًا و إذا أنهاه سيكون خالدًا مثله، فشل جلجامش بالإختبار و طلب منه أوتنابشتم أن يعود من حيث أتى، و لكن زوجة أوتنابشتم أقنعته بأن يُخبر جلجامش عن مكان النبتة المعجزة في إعادة الشباب، و لسوء حظ جلجامش في طريق عودته، سرق ثعبان النبتة وأكلها وتغير جلده وأسترجع شبابه، بكى جلجامش لسوء حظه وعلى مجهوده الضائع، و رجع خاوي اليدين حزيناً إلى مدينته أوروك.
عند عودة جلجامش لأوروك ،و برؤيته لمدينته العظيمة والسور الذي بناه حولها و أيقن ذلك أن اسمه سيخلّد إذا كان حاكماً جيداً للمدينة العظيمة و في نهاية الملحمة يموت جلجامش ويحزن سكان أوروك عليه حيث أنهم يعلمون أنه لن يأتي حاكم مثله أبداً، وبالفعل قد بقي اسمه خالداً حتى يومنا هذا و أسطورته ذاعت بشهرتها من زمن لآخر.
خُلود الشبيبي
@Khulood_1259
Comments