الحركة الواقعية
- الأفنان الثقافية
- Apr 5, 2018
- 2 min read
الحركة الواقعية هي مدرسة بمذهب فني أدبي يصور طبيعة الحياة دون زيادة أو نقصان، و بمفهوم آخر هي فن تشكيلي ينقل الواقع من الحياة إلى عمل أدبي بحت و يكون طبق الأصل للواقع ، حيث يرتكز اهتمامها لكل ما هو واقعي وحقيقي وموجود في الطبيعة، و تقترض من الواقع الظروف الإجتماعية و السياسية والإقتصادية والدينية و إحالتها إلى عمل فني، تتضمن المدارس الواقعية نوعين وهما الواقعية الرمزية والواقعية التعبيرية.
المدرسة الواقعية تخالف منهجية المدرسة الرومانسية و جاءت كرد للإفراط العاطفي في العمل الأدبي حيث أنها تعمل بضرورة القيام بمعالجة و نقل الواقع و الحقيقي على ما هو، و تسلط على جميع الجوانب المهمة للواقع و تنقلها للجمهور بسلبياتها و إيجاباتها دون ترك أي فجوة بين الحقيقة و الخيال،و تقيس قدرة الأديب على أن يقف موقفا حياديا بنقل ما يلاحظه في الحياة بتدقيق على مهارته في التحديد و الفهم و التحليل و قدرته على التشخيص و النقل و التصوير دون التعديل و التجميل الأدبي، وتنص على اختيار شخصيات نموذجية تظهر الحقيقة كما في الواقع دون أن تفقد و تفتقر للثراء الحسي و الإنفعالي.الحركة الواقعية تكمن في ثلاث اتجاهات الواقعية الإنتقادية و الواقعية الإشتراكية و الواقعية الطبيعية.
الواقعية الطبيعية فرع للواقعية الأم، و تسمى أيضًا بالمذهب الطبيعي، و تتسم الواقعية الطبيعية بالنظريات العلمية ودعت إلى تطبيقها في مجال العمل الأدبي، و تؤسس الإنسان على أنه كائن تملؤه الغرائز يمكن تحليلها ، فجميع جوانبه الشعورية والفكرية والجسمية و الروحية تنقلها لعمل أدبي،و لها خصائص منها تصور العالم بعقلانية ، والابتعاد التامّ عن المثاليّة، و الإقتراب الكامل للعلم الطبيعي والفلسفة الماديّة،تبتعد الواقعية الطبيعية عن الحياد، و تبالغ في التعبير عن الواقع الطبيعي إلى درجة الاهتمام بكافة الأمور المتعلقة بالموضوع المتناول في العمل الأدبي، و تنظر الواقعية الطبيعية إلى المجتمع في إطار الوحدة الكلية المتماسكة.
الواقعية الإنتقادية تنص على تحليل و تعليل الكثير من الظواهر الطبيعية و تركز على المنطق الموضوعي أكثر من الذات الإنسانية، فتصور الحياة اليومية بصدق وأمانة دون مزركشتها
و حشوها بما يخالف واقعها.
الواقعية الإشتراكية نظرةً فلسفيةً اجتماعية تجمع كل فروع المعرفة والحياة فقد اهتمت بالأدب الواقعي، ووجدت فيه خير مصوّر للواقع و دافع إلى التغيير نحو التقدُّم المجتمعي، ومن هنا نشأت الواقعية الاشتراكية في الأدب وأصبحت مدرسةً عالمية لها منهجها العقائدي، و تلخص خصائصها في أنها تنطلق من الواقع المادي من خلال الفهم العميق لبنية المجتمع و الركائز الفعالة فيه والصراعات التي ستنقله إلى التغيير، لا تهملُ المقومات الفنيّة كالمقدرة اللغوية والأسلوبية في براعة التصوير الطبيعي للقضية المتاحة.
المدرسة و الحركة الواقعية مذهب أدبي فكري مادي ، تقتصر في تصوير الحياة والتعبير عنها على أنها مادية ، و تصور الإنسان بالحيوان الذي تسيره غرائزه لا عقله،و ارتبطت نشأة المذهب الواقعي بالفلسفات التجريبية والمادية و الجدلية التي تناقش المشكلات و الظروف الإجتماعية.
خُلود الشبيبي
@Khulood_1259
Comments