الحن والبن
- الأفنان الثقافية
- Apr 18, 2018
- 4 min read
الحن و البن
وفي هذا الكون مخلوقات عظام •• من خالق هو أعظم فنان
عندما قرأت هذا البيت وجدته معموراً بكافة التصورات التي جعلتني أبحر و أتعمق في مكنونات و خرائط هذا الكون ف الله عز وجل حينما بسط الأرض و جعلها آيلة بالنعم ومجهزة تماما ليعث الخلق رحاله في هذا الكون الصغير ليعمرها ويتكاثر فيها و يستخلص لنفسه رزقاً و حطباً ل ألا تحط المخمصة أوزارها على حرثه , الله جهز الأرض و جهز الخلق على آلية الحياة فيها حتى اصبحت مستقرها ومستودعها مروراً من استكبار إبليس وطرد أدم وزوجه من الجنة وقتل قابيل لأخيه و سطوع الحضارات وظهور الغل في الأمم وبعث الرسل والمعجزات إلى سلسلة ظهور الطغاة أمثال النمرود وفرعون و إرسال الله الآيات أبتدت بالطوفان وانتهت بثلاث حجارة صرعت جيش أبرهه كاملاً . الأرض منذ الأزل تقاوم التقلبات وبطش الخلق فيها ومعارك البقاء للأقوى , و لازالت في صراع ربما يكون أبدي , بالرغم من أن بنو أدم قدموا على تعميرها و حققوا الرخاء المتكامل حيث أوجدوا اللغات والعلم و أنشأوا النبغاء والعلماء وأوجدوا لنا الابتكارات والاختراعات التي لم تكن تخطر على بال الأوليين فمن يصدق بأن هناك اليوم بيننا بشر آلي , برغم كل ذلك يقول الله عز وجل ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) أي ان في هذا الكون خفايا لا زلنا نجهلها و علم لا محدود لن نقدر على اختراق افاقه فسبحان من ميزنا بالعقل عن سائرنا و وهبنا من العلوم ما يكفي قدرتنا , ولكن طبيعة الخلق البشري لاتزال تبحث وتغوص في عمق البحار ربما لاكتشاف امم لا زالت تحيا بداخلها او البحث عن اطنان الدرر التي ربما من خلالها يرهى الف سنه , يبقى الفضول والتساؤل ملازماً الانسان وهذا ما يجعله يكتشف كل جديد ويسجله في سيرته المفخره و يخطف كل الجوائز لإكتشافته العظيمة , لذلك شاع بيننا اليوم بأن ( الانسان عدو مايجهله ).
لكن هل سبق وتساءلت يوماً عن الحياة قبل خلق الإنسان وتكليفه بتعمير الأرض وتكون لديك رغبة
في معرفة اصل الأشياء؟
وفقاً للأحياء القديمة خلقت الأرض منذ 5 مليارات سنة ويعتبر العصر البروتوزري هو اول عصر شهد ظهور الخلايا الحية ككرات المعدن التي انتشلت من جنوب أفريقيا وقدر عمرها ب2 مليار عام.
ووفقاً لتفسير ابن كثير لآيات القرآن الكريم وما تواردته ألسنة الامم في متون كتب الذكر الأول أن هناك مخلوقات عاشت على الارض بهيئة أقرب للبشر قبل وجود الأنس والجن.
اما الدليل المادي على وجود هذه المخلوقات , اكتشف العلماء عام 94 في اثيوبيا عظام تعود الى اربعة ملايين و اربعمائة الف عام , فهل تعود هذه العظام الى المخلوقات الستة التى عاشت في الارض بحسب ما تم تداوله في الكتب والتفاسير.
الحن والبن الخن المن الدن و النس ذكرها ابن كثير في كتابه البداية والنهاية (قال كثير من علماء التفسير خلقت الجن قبل ادم عليه السلام وكان في الارض قبلهم الحن والبن فسلط الله الجن عليهم فقتلوهم واجلوهم وأبادوهم منها وسكنوها بعدهم ص 50) . هذا يعني حقيقة ان هناك اقوام سكنت الارض قبل الجن.
قال الله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
هل هذا يعني بأن هذه الاقوام (الحن والبن) ليس لهم دين وليسوا مكلفين بالعبادة ام لأنهم انقرضوا قبل خلق ادم وقبل نزول القران واختص الله الجن
والإنس بالعبادة فقط؟
مثلما علمنا انه وجد دليل مادي على بقايا عظام تعود للحن والبن فهذا يعني انهم مخلوقات قريبة للبشر من حيث الخلقة وان لهم دماء وان الله امر الجن بقتلهم وإبادتهم لأن الجن اقوى من حيث الخلقة ولهم قدرات اكبر منهم .
حينما قال الله للملائكة (اني جاعل في الارض خليفة ) فقالوا له الملائكة ( أتجعل فيها من يفسد و يسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) هذه الايه الكريمة تبين لنا ان هناك مخلوقات قبل ادم سفكت الدماء وكثير من العلماء ذكروا ان من سفك الدماء هم الجن ولكن ليس للجن دماء!!!
فنعلم ان هذه المخلوقات طغت وتجبرت في الأرض فسلط الله عليهم الجن لإبادتهم جميعاً وعندما سكنت الجن الأرض خلفوا الحن و البن في طغيانهم فأمر الله الملائكة فيما بعد بقتالهم.
هذا يعني ان هناك مخلوقات قبل الإنسان بأربعة ملايين وأربعمائة الف سنة علما ان جميع العلماء وفي كل الديانات ذكروا ان عمر الإنسان على الارض هو 7 الالاف سنة وبعضهم قال 10 الالاف سنه والبعض قال 70 الف سنه وهو اقصى حد تم ذكره بينما العظام المكتشفة تاريخها يعود الى اربعة ملايين و اربعمائة الف عام نلاحظ هنا مدى الفجوة الطويلة بين بداية الانسان وهذه المخلوقات المكتشفة .
هناك دراسات واكتشافات اوجدت هيئة هذه المخلوقات بالرجوع الى الكتب والتفاسير ونقوش الفراعنة وتحليل العظام المكتشفة حيث اوجدوا جميع صفاتها والسمات المشتركة بينها :
البِن: هي مخلوقات اقرب للمسخ بدائية التكوين من الطين لا تتكاثر جنسياً , كان يتكاثر اما بقطع أجزاء منه او بموته من خلال تساقط خلاياه على الأرض وتكوين مخلوقات جديدة بنفس الهيئة , اختفت مخلوقات البِن بعد ان تكونت الطحالب ثم المفصليات والأسماك وازدادت بقعة الماء على الارض وبدأت في التشكل بأنواع جديدة عرفت بالحن.
الحن: كانت تجمع في تكوينها بين الطين ولحاء الأشجار وتنمو من قاع المياه وبمجرد ان تضع قدميها على الأرض كانت تتكاثر بسرعة رهيبة , وعند لمس المياه كانت تنمو جذورها لتُكون مخلوقات مثلها أقوى منها حتى اصبحت عبثاً بسبب امتصاص المعادن من الأرض لتقوية جذعها الخشبي والبطش بمخلوقات البن حتى قاربت على الاختفاء .
الخن: تكونت من الطين واللحاء والبروتين حيث كانت تتغذى على المخلوقات البحرية وأصبحت اقوى من البن والحن , ودخلت في صراع مع الحن حتى قضت عليها.
وتعتبر مخلوقات الخن هي أولى المخلوقات التي تحتوي على الدماء وقادره على التكاثر مثل الثدييات وكانت هيئاتها متغيرة وبعضها يشبه الزواحف الضخمة إلى ان ظهرت الديناصورات قبل 240 مليون عام ولم تستطع التعايش معها وقامت الديناصورات بالقضاء عليها.
المن: تكونت من البن الذي اختفى في الكهوف خوفاً من بطش الحن لكنها مخلوقات ضعيفة على الرغم من ضخامتها وتستطيع الحركة في الأماكن المظلمة .
كانت قادرة على الانقسام الميتوزى مثل البن أو من خلال التزاوج مع المخلوقات الأخر عن طريق التلقيح الخارجي لكنه اختفى وتطور إلى انواع اخرى.
الدن: جاءت من المن وتطورت وأصبحت تمشي على اربع وتعتبر اولى المخلوقات الروحية التي امتلكت عقلاً لكنها غير مكلفة وتطورت لعدة مخلوقات أخرى في البحر والجو والأرض.
النس: مخلوقات زعم علماء الأحياء القديمة بأنها أجداد الإنسان الأولى حيث خلق منفصلاً عن سابقيه وهو التطور الأولى للإنسان وخلال خلق النس خلق الله الجن .
ولكن جميعها تبقى فرضيات وتنبؤات قادها إلينا العلماء والعقل البشري غير مكلف بتصديقها و ان وجدت بعض التفاسير والأدلة المادية التي قسمت البعض بين مصدق و مكذب لأنه لم يذكر لا في القران ولا في الأحاديث ولا في أي مصدر موثوق من مصادر المسلمين و انها هرطقة أقرب ما تكون الى الأساطير ويجب ان يكون دليلاً ملموساً او محفوظاً او منقولاً او متوارث عن طريق الديانات الثلاث وليس فرضياًت قادها إلينا الباحثين , والله يعلم و أنتم لا تعلمون.
و أنت أيها القارئ هل تؤمن بأن هناك مخلوقات غيرنا مكلفة في أبعاد هذا الكون الأخير ؟
رهام احمد
Comments