صمتت العينين، والاشجار تتحدث.

إنها ليست الوهلة الأولى التي تبهرنا فيها مبدعتنا وفنانتنا الرسامة(بدرية المزيد) ضمن مجموعة الأفنان الإعلامية، تبحر بفرشاتها بعمق إلى أبعد الأماكن وتغوص برحلات الألوان لتنقذ الفن الراقي من ظلمة الغرق والنسيان إلى شطآن الذاكرة والوجود ، تنوع بين الفن التأثيري والواقعي وفي كلا النوعين تؤثر علينا وبنا. أما عن هذه اللوحة المتألقة والتي تسمى بلوحة فتاة الربيع أو فتاة الريح إن صح التعبير فهى من أبهى مظاهر إبداعها وتألقها ،فالفن فيها هو الفن التأثيري ( الانطباعي) وهو فن باريسي .

لقد انبثقت التأثيرية من الواقعية لكنها ضمن إطار علمي مختلف فيه تصوير للواقع ولكن بألوان تعتمد على التحليل العلمي والإبداعي ومن فناني هذه المدرسة الفنان (دينوار) . أما عن الألوان المستخدمة في لوحة فتاة الربيع فهي ألوان الإكليريك. أبدعت الفنانة وما أجمل إبداعها فتركت في أنفسنا تأثيراً كبيراً يجعلنا نتأمل باللوحة مرات المرات في ظل أن بساطتها لا تضاهيها بساطة.. لكن عظمة التداخل الإبداعي في الألوان المنتقاة والتظليل يجعلنا نعيش بقصة عميقة جذابة تحكيها تلك اللوحة...

استخدامها لتجسيم المنظر يجعلنا نعتقد أنها عبارة عن بحر لجي يغشاه موج من فوقه سحاب والأشجار الشامخة تظللها وكأنها نبراساً لغابة مليئة بما تتحير له النفس!!!

وكأن نفساً بشرية مجسدة تعيش بداخل اللوحة وكأن اللوحة ستنطق بعد قليل لكن تظل الألوان والخيال الذي أطلقت له الفنانة العنان مفتاحا أبواب الإبداع.. وحينما تتحدث اللوحة عن نفسها فيجب علينا أن نرفع القبعة للبطلتان فأما الأولى فهي الرسامة والثانية فهي الألوان.. ويبقى فن الرسم التجسيدي إبداع يداعب خيالنا بلطف!!

الكاتبة: - نجلاء الشهراني.

الفنانة التشكيلية: -

بدرية المزيد.